قَالَ الله تَعَالَى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ
وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ } [ النساء : 59 ] .
(3)-
وعن ابن عمر رضي الله عنهما ، عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - ، قَالَ : ((
عَلَى المَرْءِ الْمُسْلِمِ السَّمْعُ والطَّاعَةُ فِيمَا أحَبَّ وكَرِهَ ، إِلاَّ
أنْ يُؤْمَرَ بِمَعْصِيةٍ ، فَإذَا أُمِرَ بِمَعْصِيةٍ فَلاَ سَمْعَ وَلاَ طَاعَةَ
)) متفقٌ عَلَيْهِ .
__________
(1) - أخرجه : مسلم
6/24 ( 1855 ) ( 65 ) .
(2) - أخرجه : مسلم 8/159 ( 2865 ) ( 63 ) .
(3) -
أخرجه : البخاري 9/78 ( 7144 ) ، ومسلم 6/15 ( 1839 ) ( 38 )
.
(1)- وعنه ، قَالَ :
كُنَّا إِذَا بَايَعْنَا رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - عَلَى السَّمعِ
والطَّاعَةِ ، يَقُولُ لَنَا : (( فِيمَا اسْتَطَعْتُمْ )) متفقٌ عَلَيْهِ
.
(2)- وعنه ، قَالَ : سَمِعْتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، يقول : ((
مَنْ خَلَعَ يَداً مِنْ طَاعَةٍ لَقِيَ اللهَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلاَ حُجَّةَ
لَهُ ، وَمَنْ مَاتَ وَلَيْسَ في عُنُقِهِ بَيْعَةٌ ، مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً
)) رواه مسلم .
وفي رواية لَهُ : (( وَمَنْ مَاتَ وَهُوَ مُفَارِقٌ لِلجَمَاعَةِ
، فَإنَّهُ يَمُوتُ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً )) .
(( المِيتَةُ )) بكسر الميم
.
(3)- وعن أنسٍ - رضي الله عنه - ، قَالَ : قَالَ رسولُ الله - صلى الله عليه
وسلم - : (( اسْمَعُوا وأطِيعُوا ، وَإنِ استُعْمِلَ عَلَيْكُمْ عَبْدٌ حَبَشيٌّ ،
كأنَّ رأْسَهُ زَبيبةٌ )) رواه البخاري .
(4)- وعن أَبي هريرة - رضي الله عنه -
، قَالَ : قَالَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (( عَلَيْكَ السَّمْعُ
وَالطَّاعَةُ في عُسْرِكَ وَيُسْرِكَ ، وَمَنْشَطِكَ وَمَكْرَهِكَ ، وَأثَرَةٍ
عَلَيْكَ )) رواه مسلم .
__________
(1) - أخرجه : البخاري
9/96 ( 7202 ) ، ومسلم 6/29 ( 1867 ) ( 90 ) .
(2) - أخرجه : مسلم 6/22 ( 1851 )
( 58 ) عن ابن عمر . والرواية الثانية 6/20 ( 1848 ) ( 53 ) عن أبي هريرة .
(3)
- أخرجه : البخاري 9/78 ( 7142 ) .
(4) - أخرجه : مسلم 6/14 ( 1836 ) ( 35 )
.
(1)- وعن عبدِ اللهِ بن
عمرو رضي الله عنهما ، قَالَ : كنا مَعَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في
سَفَرٍ ، فَنَزَلْنَا مَنْزِلاً ، فَمِنَّا مَنْ يُصْلِحُ خِبَاءهُ ، وَمِنّا مَنْ
يَنْتَضِلُ ، وَمِنَّا مَنْ هُوَ في جَشَرِهِ ، إذْ نَادَى مُنَادِي رسولِ الله -
صلى الله عليه وسلم - : الصَّلاةَ جَامِعَةً ((2)). فَاجْتَمَعْنَا إِلَى رسولِ
الله - صلى الله عليه وسلم - ، فَقَالَ : (( إنَّهُ لَمْ يَكُنْ نَبيٌّ قَبْلِي
إِلاَّ كَانَ حَقّاً عَلَيْهِ أنْ يَدُلَّ أُمَّتَهُ عَلَى خَيْرِ مَا يَعْلَمُهُ
لَهُمْ ، وَيُنْذِرَهُم شَرَّ مَا يَعْلَمُهُ لَهُمْ . وَإنَّ أُمَّتَكُمْ هذِهِ
جُعِلَ عَافِيَتُهَا في أوَّلِهَا ، وَسَيُصيبُ آخِرَهَا بَلاَءٌ وَأمُورٌ
تُنْكِرُونَهَا ، وَتَجِيءُ فِتنَةٌ يُرَقِّقُ بَعْضُهَا بَعْضاً ، وَتَجِيءُ
الفتنَةُ فَيقُولُ المُؤْمِنُ : هذه مُهلكتي ، ثُمَّ تنكشفُ ، وتجيء الفتنةُ فيقولُ
المؤمنُ : هذِهِ هذِهِ . فَمَنْ أحَبَّ أنْ يُزَحْزَحَ عَنِ النَّارِ، ويُدْخَلَ
الجَنَّةَ، فَلْتَأتِهِ منيَّتُهُ وَهُوَ يُؤْمِنَ باللهِ واليَوْمِ الآخِرِ ،
وَلْيَأتِ إِلَى النَّاسِ الَّذِي يُحِبُّ أنْ يُؤتَى إِلَيْهِ. وَمَنْ بَايَعَ
إمَاماً فَأعْطَاهُ صَفْقَةَ يَدِهِ ، وَثَمَرَةَ قَلْبِهِ ، فَلْيُطِعْهُ إن
استَطَاعَ ، فإنْ جَاءَ آخَرُ يُنَازِعُهُ فَاضْرِبُوا عُنْقَ الآخَرِ )) رواه مسلم
.
__________
(1) - أخرجه : مسلم
6/18 ( 1844 ) ( 46 ) .
(2) قال النووي في شرح صحيح مسلم 6/399 عقيب ( 1844 ) :
(( هو بنصب الصلاة على الإغراء ، وجامعة على الحال )) .
قَوْله : (( يَنْتَضِلُ ))
أيْ : يُسَابِقُ بالرَّمْي بالنَّبل والنُّشَّاب . وَ(( الجَشَرُ )) : بفتح الجيم
والشين المعجمة وبالراء ، وهي : الدَّوابُّ الَّتي تَرْعَى وَتَبِيتُ مَكَانَهَا .
وَقَوْلُه : (( يُرَقِّقُ بَعْضُهَا بَعْضاً )) أيْ : يُصَيِّرُ بَعْضُهَا بَعْضَاً
رقيقاً : أيْ خَفِيفاً لِعِظَمِ مَا بَعْدَهُ ، فالثَّانِي يُرَقّقُ الأَوَّلَ .
وقيل مَعنَاهُ يُشَوِّقُ بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ بتحسينهَا وَتَسويلِهَا ، وقيل :
يُشبِهُ بَعْضُها بَعضاً .
(1)- وعن أَبي هُنَيْدَةَ وَائِلِ بن حُجرٍ - رضي
الله عنه - ، قَالَ : سَألَ سَلَمَةُ بن يَزيدَ الجُعفِيُّ رسولَ الله - صلى الله
عليه وسلم - ، فَقَالَ : يَا نَبِيَّ الله ، أرأيتَ إنْ قامَت عَلَيْنَا أُمَرَاءُ
يَسألُونَا حَقَّهُم ، وَيمْنَعُونَا حَقَّنَا ، فَمَا تَأْمُرُنَا ؟ فَأعْرَضَ عنه
، ثُمَّ سَألَهُ ، فَقَالَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - : (( اسْمَعْوا
وَأَطِيعُوا ، فإنَّمَا عَلَيْهِمْ مَا حُمِّلُوا ، وَعَلَيْكُمْ مَا حملْتُمْ ))
رواه مسلم .
(2)- وعن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - ، قَالَ : قَالَ رسولُ
الله - صلى الله عليه وسلم - : (( إنَّهَا سَتَكُونُ بَعْدِي أثَرَةٌ((3))
وَأُمُورٌ تُنْكِرُونَهَا ! )) قالوا : يَا رسول الله ، كَيْفَ تَأمُرُ مَنْ
أدْرَكَ مِنَّا ذَلِكَ ؟ قَالَ : (( تُؤَدُّونَ الحَقَّ الَّذِي عَلَيْكُمْ ،
وَتَسْأَلُونَ اللهَ الَّذِي لَكُمْ )) متفقٌ عَلَيْهِ
.
__________
(1) - أخرجه : مسلم
6/19 ( 1846 ) ( 49 ) .
(2) - انظر الحديث ( 51 ) .
(3) أي استئثار الأمراء
بأموال بيت المال . شرح صحيح مسلم للنووي 6/398 .
(1)- وعن أَبي هريرة - رضي
الله عنه - ، قَالَ : قَالَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (( مَنْ أطَاعَنِي
فَقَدْ أطَاعَ اللهَ ، وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ عَصَى اللهَ ، وَمَنْ يُطِعِ
الأَمِيرَ فَقَدْ أطَاعَنِي ، وَمَنْ يَعصِ الأميرَ فَقَدْ عَصَانِي )) متفقٌ
عَلَيْهِ .
(2)- وعن ابن عباسٍ رضي الله عنهما : أن رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - ، قَالَ : (( مَنْ كَره مِنْ أمِيرِهِ شَيْئاً فَلْيَصْبِرْ ، فَإنَّهُ مَنْ
خَرَجَ مِنَ السُّلطَانِ شِبْراً مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً )) متفقٌ عَلَيْهِ
.
(3)- وعن أَبي بكرة - رضي الله عنه - ، قَالَ : سَمِعْتُ رسول الله - صلى الله
عليه وسلم - ، يقول : (( مَنْ أهانَ السُّلطَانَ أَهَانَهُ الله )) رواه الترمذي ،
وقال : (( حديث حسن )) .
وفي الباب أحاديث كثيرة في الصحيح . وَقَدْ سبق بعضها
في أبواب