قَالَ الله
تَعَالَى : { وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّه }
[ الحج : 30 ] ، وَقالَ تَعَالَى : { وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللهِ فَإِنَّهَا
مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ } [ الحج : 32 ] ، وَقالَ تَعَالَى : { وَاخْفِضْ
جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ } [ الحجر : 88 ] ، وَقالَ تَعَالَى : { مَنْ قَتَلَ
نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ
جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً } [ المائدة :
32 ] .
(3)- وعن أَبي موسى - رضي الله عنه -
، قَالَ : قَالَ رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم - : (( المُؤْمِنُ للْمُؤْمِنِ
كَالبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضَاً )) وشبَّكَ بَيْنَ أصَابِعِهِ . مُتَّفَقٌ
عَلَيهِ .
__________
(1) - أخرجه : البخاري
4/104 ( 3118 ) .
(2) قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري 6/263 ( 3118 ) : (( أي
يتصرفون في مال المسلمين بالباطل )) .
(3) - أخرجه : البخاري 3/169 ( 2446 ) ،
ومسلم 8/20 ( 2585 ) ( 65 ) .
(1)- وعنه ، قَالَ : قَالَ
رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم - : (( مَنْ مَرَّ في شَيْءٍ مِنْ مَسَاجِدِنا ،
أَوْ أَسْوَاقِنَا ، وَمَعَهُ نَبْلٌ فَلْيُمْسِكْ ، أَوْ لِيَقْبِضْ عَلَى
نِصَالِهَا((2)) بكَفّه ؛ أنْ يُصِيبَ أحَداً مِنَ المُسْلِمِينَ مِنْهَا بِشَيْء
)) مُتَّفَقٌ عَلَيهِ .
(3)- وعن النعمان بن بشير رضي الله عنهما ، قَالَ :
قَالَ رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم - : (( مَثَلُ المُؤْمِنينَ في
تَوَادِّهِمْ وتَرَاحُمهمْ وَتَعَاطُفِهمْ ، مَثَلُ الجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ
عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الجَسَدِ بِالسَّهَرِ والحُمَّى )) مُتَّفَقٌ عَلَيهِ
.
(4)- وعن أَبي هريرة - رضي الله عنه - ، قَالَ : قَبَّلَ النَّبيُّ - صلى الله
عليه وسلم - الحَسَنَ بْنَ عَليٍّ رضي الله عنهما ، وَعِنْدَهُ الأَقْرَعُ بْنُ
حَابِس ، فَقَالَ الأقْرَعُ : إن لِي عَشرَةً مِنَ الوَلَدِ مَا قَبَّلْتُ مِنْهُمْ
أحَداً . فَنَظَرَ إِلَيْهِ رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فَقَالَ : ((
مَنْ لا يَرْحَمْ لاَ يُرْحَمْ ! )) مُتَّفَقٌ عَلَيهِ .
(5)- وعن عائشة رضي
الله عنها ، قَالَتْ : قَدِمَ نَاسٌ مِنَ الأعْرَابِ عَلَى رسولِ الله - صلى الله
عليه وسلم - ، فقالوا : أتُقَبِّلُونَ صِبْيَانَكُمْ ؟ فَقَالَ : (( نَعَمْ ))
قالوا : لَكِنَّا والله مَا نُقَبِّلُ! فَقَالَ رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم -
: (( أَوَ أَمْلِك إنْ كَانَ اللهُ نَزَعَ مِنْ قُلُوبِكُم الرَّحْمَةَ ! ))
مُتَّفَقٌ عَلَيهِ .
__________
(1) - أخرجه : البخاري
9/62 ( 7075 ) ، ومسلم 8/33 ( 2615 ) ( 124 ) .
(2) أي حديدة السهم . اللسان
14/167 ( نصل ) .
(3) - أخرجه : البخاري 8/11 ( 6011 ) ، ومسلم 8/20 ( 2586 ) (
66 ) .
(4) - أخرجه : البخاري 8/8 ( 6011 ) ، ومسلم 7/77 ( 2318 ) ( 65 )
.
(5) - أخرجه : البخاري 8/9 ( 5998 ) ، ومسلم 7/77 ( 2317 ) ( 64 )
.
(1)- وعن جرير بن عبد الله
- رضي الله عنه - ، قَالَ : قَالَ رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم - : (( مَنْ
لاَ يَرْحَم النَّاسَ لاَ يَرْحَمْهُ الله )) مُتَّفَقٌ عَلَيهِ .
(2)- وعن أَبي
هريرة - رضي الله عنه - : أنّ رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم - ، قَالَ : ((
إِذَا صَلَّى أحَدُكُمْ للنَّاسِ فَلْيُخَفِّفْ ، فَإن فيهِم الضَّعِيفَ
وَالسَّقِيمَ وَالكَبيرَ ، وَإِذَا صَلَّى أحَدُكُمْ لِنَفْسِهِ فَلْيُطَوِّل مَا
شَاءَ )) مُتَّفَقٌ عَلَيهِ .
وفي رواية : (( وذَا الحَاجَةِ )) .
(3)- وعن
عائشة رضي الله عنها ، قَالَتْ : إنْ كَانَ رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم -
لَيَدَعُ العَمَلَ، وَهُوَ يُحبُّ أنْ يَعْمَلَ بِهِ؛ خَشْيَةَ أنْ يَعمَلَ بِهِ
النَّاسُ فَيُفْرَضَ علَيْهِمْ. مُتَّفَقٌ عَلَيهِ.
(4)- وَعَنْهَا رضي الله
عنها ، قَالَتْ : نَهَاهُمُ النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - عنِ الوِصَال((5))
رَحمَةً لَهُمْ ، فَقَالُوا : إنَّكَ تُوَاصِلُ ؟ قَالَ : (( إنّي لَسْتُ
كَهَيْئَتِكُمْ ، إنِّي أبيتُ يُطْعمُني رَبِّي وَيَسقِيني )) مُتَّفَقٌ عَلَيهِ
.
مَعنَاهُ : يَجْعَلُ فِيَّ قُوَّةَ مَنْ أَكَلَ وَشَرِبَ
.
__________
(1) - أخرجه : البخاري
9/141 ( 7376 ) ، ومسلم 7/77 ( 2319 ) ( 66 ) .
(2) - أخرجه : البخاري 1/180 (
703 ) ، ومسلم 2/43 ( 467 ) ( 185 ) .
(3) - أخرجه : البخاري 2/62 ( 1128 ) ،
ومسلم 2/156 ( 718 ) ( 77 ) .
(4) - اخرجه : البخاري 3/48 ( 1964 ) ، ومسلم
3/134 ( 1150 ) ( 61 ) .
(5) أي لا يفطر يومين أو أياماً . النهاية 5/193
.
(1)- وعن أَبي قَتادةَ
الحارثِ بن رِبعِي - رضي الله عنه - ، قَالَ : قَالَ رَسُول الله - صلى الله عليه
وسلم - : (( إنِّي لأَقُومُ إِلَى الصَّلاة ، وَأُرِيدُ أنْ أُطَوِّلَ فِيهَا ،
فَأسْمَع بُكَاءَ الصَّبيِّ فَأَتَجَوَّزَ في صَلاتي كَرَاهية أنْ أشُقَّ عَلَى
أُمِّهِ )) رواه البخاري .
(2)- وعن جندب بن عبد الله - رضي الله عنه - ، قَالَ
: قَالَ رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم - : (( مَنْ صَلَّى صَلاةَ الصُّبْحِ
فَهُوَ في ذِمَّةِ((3)) الله فَلاَ يَطْلُبَنَّكُمُ الله مِنْ ذِمَّته بشَيءٍ ،
فَإنَّهُ مَنْ يَطْلُبْهُ منْ ذمَّته بشَيءٍ يُدْركْهُ ، ثُمَّ يَكُبُّهُ عَلَى
وَجْهِهِ في نَارِ جَهَنَّمَ )) رواه مسلم .
(4)- وعن ابن عمر رضي الله عنهما :
أنَّ رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم - ، قَالَ
: (( المُسْلِمُ أَخُو
المُسْلِم ، لا يَظْلِمهُ ، وَلاَ يُسْلمُهُ . مَنْ كَانَ في حَاجَة أخيه ،كَانَ
اللهُ في حَاجَته ، وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِم كُرْبَةً ، فَرَّجَ اللهُ عَنْهُ
بها كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَومِ القِيَامَةِ ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِماً سَتَرَهُ
اللهُ يَومَ القِيامَةِ )) مُتَّفَقٌ عَلَيهِ
.
__________
(1) - أخرجه : البخاري
1/181 ( 707 ) . أتجوز : أخففها وأقللها . أشق : أي أثقل عليهم ، من المشقة .
النهاية 1/315 و2/491 .
(2) - أخرجه : مسلم 2/125 ( 657 ) ( 262 ) .
(3) قال
المصنف في شرح صحيح مسلم 3/137 ( 657 ) : (( الذمة : هنا الضمان . وقيل : الأمان ))
.
(4) - أخرجه : البخاري 3/168 ( 2442 ) ، ومسلم 8/18 ( 2580 ) ( 58 )
.
(1)- وعن أَبي هريرة - رضي
الله عنه - ، قَالَ : قَالَ رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم - : (( المُسْلِمُ
أخُو المُسْلِمُ ، لاَ يَخُونُهُ ، وَلاَ يَكْذِبُهُ ، وَلاَ يَخْذُلُهُ ، كُلُّ
المُسْلِمِ عَلَى المُسْلِم حَرَامٌ عِرْضُهُ وَمَالهُ وَدَمُهُ ، التَّقْوى
هاهُنَا ، بحَسْب امْرىءٍ مِنَ الشَّرِّ أنْ يَحْقِرَ أخَاهُ المُسْلِم )) رواه
الترمذي ، وَقالَ : (( حديث حسن )) .
(2)- وعنه ، قَالَ : قَالَ رَسُول الله -
صلى الله عليه وسلم - : (( لا تَحَاسَدُوا ، وَلاَ تَنَاجَشُوا ، وَلاَ تَبَاغَضُوا
، وَلاَ تَدَابَرُوا ، وَلاَ يَبعْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَيْع بَعْض ، وَكُونُوا
عِبَادَ الله إخْوَاناً ، المُسْلِمُ أخُو المُسْلم : لاَ يَظْلِمُهُ ، وَلا
يَحْقِرُهُ ، وَلاَ يَخْذُلُهُ ، التَّقْوَى هاهُنَا - ويشير إِلَى صدره ثلاث مرات
- - بحَسْب امْرىءٍ مِنَ الشَّرِّ أنْ يَحقِرَ أخَاهُ المُسْلِمَ ، كُلُّ المُسْلم
عَلَى المُسْلم حَرَامٌ ، دَمُهُ ومَالُهُ وعرْضُهُ )) رواه مسلم .
(( النَّجْشُ
)) : أنْ يزيدَ في ثَمَنِ سلْعَة يُنَادَى عَلَيْهَا في السُّوقِ وَنَحْوه ، وَلاَ
رَغْبَةَ لَهُ في شرَائهَا بَلْ يَقْصدُ أنْ يَغُرَّ غَيْرَهُ ، وهَذَا حَرَامٌ
.
وَ(( التَّدَابُرُ )) : أنْ يُعْرضَ عَنِ الإنْسَان ويَهْجُرَهُ وَيَجْعَلهُ
كَالشَيءِ الَّذِي وَرَاء الظَّهْر وَالدُّبُر .
(3)- وعن أنس - رضي الله عنه -
، عن النَّبيّ - صلى الله عليه وسلم - ، قَالَ : (( لاَ يُؤمِنُ أحَدُكُمْ حَتَّى
يُحِبَّ لأخِيهِ مَا يُحِبُّ لنَفْسِهِ )) مُتَّفَقٌ عَلَيهِ
.
__________
(1) - أخرجه : أبو
داود ( 4882 ) ، وابن ماجه ( 3933 ) ، والترمذي ( 1927 ) وقال : (( حديث حسن غريب
)) .
(2) - أخرجه : مسلم 8/10 ( 2564 ) ( 32 ) .
(3) - انظر الحديث ( 183 )
.
(1)- وعنه ، قَالَ : قَالَ
رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم - : (( انْصُرْ أخَاكَ ظَالماً أَوْ مَظْلُوماً
)) فَقَالَ رجل : يَا رَسُول اللهِ ، أنْصُرُهُ إِذَا كَانَ مَظْلُوماً ، أرَأيْتَ
إنْ كَانَ ظَالِماً كَيْفَ
أنْصُرُهُ ؟ قَالَ : (( تحْجُزُهُ - أَوْ تمْنَعُهُ -
مِنَ الظُلْمِ فَإِنَّ ذلِكَ نَصرُهُ )) رواه البخاري .
(2)- وعن أَبي هريرة -
رضي الله عنه - : أنَّ رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم - ، قَالَ : (( حَقُّ
المُسْلِم عَلَى المُسْلِم خَمْسٌ : رَدُّ السَّلامِ ، وَعِيَادَةُ المَريض ،
وَاتِّبَاعُ الجَنَائِزِ ، وَإجَابَةُ الدَّعْوَة ، وتَشْميتُ((3)) العَاطِسِ ))
مُتَّفَقٌ عَلَيهِ .
وفي رواية لمسلم : (( حَقُّ المُسْلِم عَلَى المُسْلِم ستٌّ
: إِذَا لَقيتَهُ فَسَلِّمْ عَلَيهِ ، وَإِذَا دَعَاكَ فَأجبْهُ ، وإِذَا
اسْتَنْصَحَكَ فَانْصَحْ لَهُ ، وإِذَا عَطَسَ فَحَمِدَ الله فَشَمِّتْهُ ، وَإِذَا
مَرِضَ فَعُدْهُ ، وَإِذَا مَاتَ فَاتَّبِعْهُ )) .
(4)- وعن أَبي عُمَارة
البراءِ بن عازب رضي الله عنهما ، قَالَ : أمرنا رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم
- بسبع ، ونهانا عن سبع : أمَرَنَا بعيَادَة المَرِيض ، وَاتِّبَاعِ الجَنَازَةِ ،
وتَشْمِيتِ العَاطسِ، وَإبْرار المُقْسِم، ونَصْرِ المَظْلُوم ، وَإجَابَةِ
الدَّاعِي ، وَإِفْشَاءِ السَّلامِ ، ونَهَانَا عَنْ خَواتِيمٍ أَوْ تَخَتُّمٍ
بالذَّهَبِ ، وَعَنْ شُرْبٍ بالفِضَّةِ ، وَعَن الميَاثِرِ الحُمْرِ ، وَعَن
القَسِّيِّ ، وَعَنْ لُبْسِ الحَريرِ والإسْتبْرَقِ وَالدِّيبَاجِ . مُتَّفَقٌ
عَلَيهِ .
__________
(1) - أخرجه : البخاري
9/28 ( 6952 ) .
(2) - أخرجه : البخاري 2/90 ( 1240 ) ، ومسلم 7/3 ( 2162 ) ( 4
) و( 5 ) .
(3) أي الدعاء بالخير والبركة . النهاية 2/499 .
(4) - أخرجه :
البخاري 2/90 ( 1239 ) ، ومسلم 6/135 ( 2066 ) ( 3 ) .
وفي رواية :
وَإنْشَادِ الضَّالَّةِ في السَّبْعِ الأُوَل .
(( المَيَاثِرُ )) بياء مثَنَّاة
قبل الألفِ ، وثاء مُثَلَّثَة بعدها : وهي جَمْعُ ميثَرة ، وهي شيء يُتَّخَذُ مِنْ
حرير وَيُحْشَى قطناً أَوْ غيره ، وَيُجْعَلُ في السَّرْجِ وَكُور البَعير يجلس
عَلَيهِ الراكب . (( القَسِّيُّ )) بفتح القاف وكسر السين المهملة المشددة : وهي
ثياب تنسج مِنْ حرير وَكتَّانٍ مختلِطينِ . (( وَإنْشَادُ الضَّالَّةِ )) : تعريفها