(2)- عن ابن
عمر رضي الله عنهما : أن النَّبيّ - صلى الله عليه وسلم - ، قَالَ : (( إنّ أبَرَّ
البرِّ أنْ يَصِلَ الرَّجُلُ وُدَّ أبيهِ )) .
__________
(1) انظر
الحديثين ( 315 ) و( 323 ) .
(2) - أخرجه : مسلم 8/6 ( 2552 ) ( 12 )
.
(1)- وعن عبد الله بن
دينار ، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما : أنَّ رَجُلاً مِنَ الأعْرَابِ
لَقِيَهُ بطَريق مَكَّةَ ، فَسَلَّمَ عَلَيهِ عبدُ الله بْنُ عُمَرَ ، وَحَمَلَهُ
عَلَى حِمَارٍ كَانَ يَرْكَبُهُ ، وَأعْطَاهُ عِمَامَةً كَانَتْ عَلَى رَأسِهِ ،
قَالَ ابنُ دِينَار : فَقُلْنَا لَهُ : أصْلَحَكَ الله ، إنَّهُمُ الأعرَابُ وَهُمْ
يَرْضَوْنَ باليَسير ، فَقَالَ عبد الله بن عمر : إن أَبَا هَذَا كَانَ وُدّاً
لِعُمَرَ بنِ الخطاب - رضي الله عنه - ، وإنِّي سَمِعتُ رَسُول الله - صلى الله
عليه وسلم - ، يقول : (( إنَّ أبرَّ البِرِّ صِلَةُ الرَّجُلِ أهْلَ وُدِّ أبِيهِ
)) .
وفي رواية عن ابن دينار ، عن ابن عمر : أنَّهُ كَانَ إِذَا خَرَجَ إِلَى
مَكّةَ كَانَ لَهُ حِمَارٌ يَتَرَوَّحُ عَلَيهِ إِذَا مَلَّ رُكُوبَ الرَّاحِلةِ ،
وَعِمَامَةٌ يَشُدُّ بِهَا رَأسَهُ ، فَبيْنَا هُوَ يَوماً عَلَى ذلِكَ الحِمَارِ
إِذْ مَرَّ بِهِ أعْرابيٌّ ، فَقَالَ : ألَسْتَ فُلاَنَ بْنَ فُلاَن ؟ قَالَ :
بَلَى . فَأعْطَاهُ الحِمَارَ ، فَقَالَ : ارْكَبْ هَذَا ، وَأعْطَاهُ العِمَامَةَ
وَقالَ : اشْدُدْ بِهَا رَأسَكَ ، فَقَالَ لَهُ بعضُ أصْحَابِهِ : غَفَرَ الله لَكَ
أعْطَيْتَ هَذَا الأعْرَابيَّ حِمَاراً كُنْتَ تَرَوَّحُ عَلَيهِ ، وعِمَامةً
كُنْتَ تَشُدُّ بِهَا رَأسَكَ ؟ فَقَالَ : إنِّي سَمِعتُ رَسُول الله - صلى الله
عليه وسلم - ، يَقُولُ : (( إنَّ مِنْ أبَرِّ البِرِّ أنْ يَصِلَ الرَّجُلُ أهْلَ
وُدِّ أبيهِ بَعْدَ أنْ يُولِّيَ )) وَإنَّ أبَاهُ كَانَ صَديقاً لعُمَرَ - رضي
الله عنه - .
رَوَى هذِهِ الرواياتِ كُلَّهَا مسلم
.
__________
(1) - أخرجه : مسلم
8/6 ( 2552 ) ( 11 ) و( 13 ) .
(1)- وعن أَبي أُسَيد -
بضم الهمزة وفتح السين - مالك بن ربيعة الساعدي - رضي الله عنه - ، قَالَ : بَيْنَا
نَحْنُ جُلُوسٌ عِنْدَ رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم - إذ جَاءهُ رَجُلٌ مِنْ
بَنِي سَلَمَةَ ،
فَقَالَ : يَا رسولَ اللهِ ، هَلْ بَقِيَ مِنْ برِّ أَبَوَيَّ
شَيء أبرُّهُما بِهِ بَعْدَ مَوتِهمَا ؟ فَقَالَ : (( نَعَمْ ، الصَّلاةُ((2))
عَلَيْهِمَا ، والاسْتغْفَارُ لَهُمَا ، وَإنْفَاذُ عَهْدِهِمَا مِنْ بَعْدِهِما ،
وَصِلَةُ الرَّحِمِ الَّتي لا تُوصَلُ إلاَّ بِهِمَا ، وَإكرامُ صَدِيقهمَا )) رواه
أَبُو داود .
(3)- وعن عائشة رضي الله عنها ، قَالَتْ : مَا غِرْتُ عَلَى أحَدٍ
مِنْ نِسَاءِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - مَا غِرْتُ عَلَى خَدِيجَة رضي الله
عنها ، وَمَا رَأيْتُهَا قَطُّ ، وَلَكِنْ كَانَ يُكْثِرُ ذِكْرَهَا ، وَرُبَّمَا
ذَبَحَ الشَّاةَ ، ثُمَّ يقَطِّعُهَا أعْضَاء ، ثُمَّ يَبْعثُهَا في صَدَائِقِ
خَديجَةَ ، فَرُبَّمَا قُلْتُ لَهُ : كَأنْ لَمْ يَكُنْ في الدُّنْيَا إلاَّ
خَديجَةَ ! فَيَقُولُ : (( إنَّهَا كَانَتْ وَكَانَتْ وَكَانَ لي مِنْهَا وَلَدٌ
)) مُتَّفَقٌ عَلَيهِ .
وفي رواية : وإنْ كَانَ لَيَذْبَحُ الشَّاءَ ، فَيُهْدِي
في خَلاَئِلِهَا((4)) مِنْهَا مَا يَسَعُهُنَّ .
وفي رواية:كَانَ إِذَا ذبح
الشاة، يقولُ : (( أَرْسِلُوا بِهَا إِلَى أصْدِقَاءِ خَديجَةَ ))
.
__________
(1) - أخرجه : أبو
داود ( 5142 ) ، وابن ماجه ( 3664 ) ، وإسناده ضعيف لجهالة أحد رواته .
(2) أي
الدعاء لهما . النهاية 3/50 .
(3) - أخرجه : البخاري 5/48 ( 3818 ) و( 3821 ) ،
ومسلم 7/134 ( 2435 ) ( 74 ) و( 75 ) و( 2437 ) ( 78 ) .
(4) أي صدائقها . دليل
الفالحين 3/252 .
وفي رواية :
قَالَت : اسْتَأذَنتْ هَالَةُ بِنْتُ خُوَيْلِد أُخْتُ خَدِيجَةَ عَلَى رَسُول الله
- صلى الله عليه وسلم - ، فَعرَفَ اسْتِئذَانَ خَديجَةَ ، فَارتَاحَ لِذَلِكَ ،
فَقَالَ : (( اللَّهُمَّ هَالةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ )) .
قولُهَا : (( فَارتَاحَ
)) هُوَ بالحاء ، وفي الجمعِ بَيْنَ الصحيحين للحُميدِي((1)) : (( فارتاع ))
بالعينِ ومعناه : اهتم بهِ .
(2)- وعن أنس بن مالك - رضي الله عنه - ، قَالَ :
خرجت مَعَ جرير بن عبد الله البَجَليّ - رضي الله عنه - في سَفَرٍ ، فَكَانَ
يَخْدُمُني ، فَقُلْتُ لَهُ : لاَ تَفْعَل ، فَقَالَ : إِنِّي قَدْ رَأيْتُ
الأنْصَارَ تَصْنَعُ برسول الله - صلى الله عليه وسلم - شيئاً آلَيْتُ عَلَى نَفسِي
أنْ لا أصْحَبَ أحَداً مِنْهُمْ إلاَّ خَدَمْتُهُ . مُتَّفَقٌ عَلَيهِ
.