قَالَ الله
تَعَالَى : { وَإنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ } [ ن : 4 ] ، وقال تَعَالَى : {
وَالكَاظِمِينَ الغَيْظَ وَالعَافِينَ عَنِ النَّاسِ } [ آل عمران : 134 ] الآية
.
(2)- وعن أنس - رضي الله عنه - ، قال : كَانَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم
- أحْسَنَ النَّاس خُلُقاً . متفقٌ عَلَيْهِ .
(3)- وعنه ، قَالَ : مَا مَسِسْتُ
دِيبَاجاً وَلاَ حَرِيراً ألْيَنَ مِنْ كَفِّ رسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - ،
وَلاَ شَمَمْتُ رَائِحَةً قَطُّ أطْيَبَ مِنْ رَائِحَةِ رسولِ اللهِ - صلى الله
عليه وسلم - ، وَلَقَدْ خدمتُ رسول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - عَشْرَ سنين ، فما
قَالَ لي قَطُّ : أُفٍّ، وَلاَ قَالَ لِشَيءٍ فَعَلْتُهُ : لِمَ فَعَلْتَه ؟ وَلاَ
لشَيءٍ لَمْ أفعله : ألاَ فَعَلْتَ كَذا ؟ متفقٌ عَلَيْهِ
.
__________
(1) - أخرجه : الترمذي
( 2000 ) وقال : (( حديث حسن غريب )) على أنَّ في إسناده عمر بن راشد اليمامي ضعيف
.
(2) - أخرجه : البخاري 8/55 ( 6203 ) ، ومسلم 7/74 ( 2310 ) ( 55 ) .
(3) -
أخرجه : البخاري 4/230 ( 3561 ) ، ومسلم 7/81 ( 2329 ) ( 82 )
.
(1)- وعن الصعب بن
جَثَّامَةَ - رضي الله عنه - ، قَالَ : أهديتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم -
حِمَاراً وَحْشِيّاً ، فَرَدَّهُ عَلَيَّ ، فَلَمَّا رأى مَا في وجهي ، قَالَ : ((
إنّا لَمْ نَرُدَّهُ عَلَيْكَ إِلاَّ لأنّا حُرُمٌ ((2)) )) متفقٌ عَلَيْهِ
.
(3)- وعن النَّوَاس بنِ سمعان - رضي الله عنه - ، قَالَ : سألتُ رسولَ الله -
صلى الله عليه وسلم - عن البِرِّ وَالإثم ، فَقَالَ : (( البِرُّ : حُسنُ الخُلقِ ،
والإثمُ : مَا حاك في صدرِك ، وكَرِهْتَ أن يَطَّلِعَ عَلَيْهِ النَّاسُ )) رواه
مسلم .
(4)- عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما ، قَالَ : لَمْ يكن
رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فَاحِشاً وَلاَ مُتَفَحِّشاً ، وكان يَقُولُ :
(( إنَّ مِنْ خِيَارِكُمْ أحْسَنَكُمْ أخْلاَقاً )) متفقٌ عَلَيْهِ .
(5)- وعن
أَبي الدرداءِ - رضي الله عنه - : أن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، قَالَ : ((
مَا مِنْ شَيْءٍ أثْقَلُ في مِيزَانِ العبدِ المُؤْمِنِ يَوْمَ القِيَامَةِ مِنْ
حُسْنِ الخُلُقِ ، وَإنَّ الله يُبْغِضُ الفَاحِشَ البَذِيَّ )) رواه الترمذي ،
وقال : (( حديث حسن صحيح )) .
(( البَذِيُّ )) : هُوَ الَّذِي يتكلَّمُ
بِالفُحْشِ ورديء الكلامِ .
__________
(1) - أخرجه : البخاري
3/16 ( 1825 ) ، ومسلم 4/13 ( 1193 ) ( 50 ) .
(2) أي محرمون للحج .
(3) -
انظر الحديث ( 589 ) .
(4) - أخرجه : البخاري 4/230 ( 3559 ) ، ومسلم 7/78 (
2321 ) ( 68 ) .
(5) - أخرجه : أبو داود ( 4799 ) ، والترمذي ( 2002 )
.
(1)- وعن أَبي هريرة - رضي
الله عنه - ، قَالَ : سُئِلَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - عَنْ أكثرِ مَا
يُدْخِلُ النَّاسَ الْجَنَّةَ ؟ قَالَ : (( تَقْوَى اللهِ وَحُسنُ الخُلُقِ )) ،
وَسُئِلَ عَنْ أكْثَرِ مَا يُدْخِلُ النَّاسَ النَّارَ، فَقَالَ : (( الفَمُ
وَالفَرْجُ )) رواه الترمذي، وقال : (( حديث حسن صحيح )).
(2)- وعنه، قال: قَالَ
رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (( أكْمَلُ المُؤمنينَ إيمَاناً أحسَنُهُمْ
خُلُقاً، وَخِيَارُكُمْ خِيَارُكُمْ لِنِسَائِهِمْ )) رواه الترمذي ، وقال : ((
حديث حسن صحيح )) .
(3)- وعن عائشة رضي الله عنها ، قالت : سَمِعْتُ رسولَ الله
- صلى الله عليه وسلم - ، يقول : (( إنَّ المُؤْمِنَ لَيُدْرِكُ بحُسْنِ خُلُقِه
دَرَجَةَ الصَّائِمِ القَائِمِ ))((4)) رواه أَبُو داود .
(5)- وعن أَبي
أُمَامَة الباهِليِّ - رضي الله عنه - ، قَالَ : قَالَ رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - : (( أنَا زَعِيمٌ ببَيتٍ في ربَض الجَنَّةِ((6)) لِمَنْ تَرَكَ المِرَاءَ ،
وَإنْ كَانَ مُحِقّاً ، وَبِبَيْتٍ في وَسَطِ الجَنَّةِ لِمَنْ تَرَكَ الكَذِبَ ،
وَإنْ كَانَ مَازِحاً ، وَبِبَيْتٍ في أعلَى الجَنَّةِ لِمَنْ حَسُنَ خُلُقُهُ )) .
حديث صحيح ، رواه أَبُو داود بإسناد صحيح .
(( الزَّعِيمُ )) : الضَّامِنُ
.
__________
(1) - أخرجه : ابن
ماجه ( 4246 ) ، والترمذي ( 2004 ) وقال : (( حديث صحيح غريب )) .
(2) - انظر
الحديث ( 278 ) .
(3) - أخرجه : أبو داود ( 4798 ) .
(4) قال ابن قيم الجوزية
: (( من يحسن خلقه مع الناس مع تباين طبائعهم وأخلاقهم فكأنه يجاهد نفوساً كثيرة
فأدرك ما أدركه الصائم القائم فاستويا في الدرجة بل ربما زاد )) . عون المعبود
13/154 .
(5) - أخرجه : أبو داود ( 4800 ) .
(6) ربض الجنة : ما حولها خارجاً
عنها . النهاية 2/185 .
(1)- وعن جابر -
رضي الله عنه - : أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، قَالَ : (( إنَّ مِنْ
أحَبِّكُمْ إليَّ ، وَأقْرَبِكُمْ مِنِّي مَجْلِساً يَوْمَ القِيَامَةِ ،
أحَاسِنَكُم أخْلاَقاً ، وَإنَّ أبْغَضَكُمْ إلَيَّ وَأبْعَدَكُمْ مِنِّي يَوْمَ
القِيَامَةِ ، الثَّرْثَارُونَ وَالمُتَشَدِّقُونَ وَالمُتَفَيْهقُونَ )) قالوا :
يَا رسول الله ، قَدْ عَلِمْنَا (( الثَّرْثَارُونَ وَالمُتَشَدِّقُونَ )) ، فمَا
المُتَفَيْهقُونَ ؟ قَالَ : (( المُتَكَبِّرُونَ )) رواه الترمذي ، وقال : (( حديث
حسن )) .
(( الثَّرْثَارُ )) : هُوَ كَثِيرُ الكَلاَمِ تَكَلُّفاً . وَ((
المُتَشَدِّقُ )) : المُتَطَاوِلُ عَلَى النَّاسِ بِكَلاَمِهِ ، وَيَتَكَلَّمُ
بِمَلءِ فِيهِ تَفَاصُحاً وَتَعْظِيماً لِكَلامِهِ ، وَ(( المُتَفَيْهِقُ )) :
أصلُهُ مِنَ الفَهْقِ وَهُوَ الامْتِلاَءُ ، وَهُوَ الَّذِي يَمْلأُ فَمَهُ
بِالكَلاَمِ وَيَتَوَسَّعُ فِيهِ ، ويُغْرِبُ بِهِ تَكَبُّراً وَارْتِفَاعاً ،
وَإظْهَاراً للفَضيلَةِ عَلَى غَيْرِهِ .
وروى الترمذي((2)) عن عبد الله بن
المباركِ رحِمه الله في تفسير حُسْنِ الخُلُقِ ، قَالَ : (( هُوَ طَلاَقَةُ الوَجه
، وَبَذْلُ المَعروف ، وَكَفُّ الأذَى ))