قَالَ الله
تَعَالَى : { مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلا شَفِيعٍ يُطَاعُ } [ غافر :18
]، وَقالَ تَعَالَى : { وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ } [ الحج :71 ]
.
وأمّا الأحاديث فمنها : حديث أبي ذر - رضي الله عنه - المتقدم((1)) في آخر باب
المجاهدة .
(2)- وعن جابر - رضي الله عنه - : أن
رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم - ، قَالَ : (( اتَّقُوا الظُّلْمَ ؛ فَإنَّ
الظُّلْمَ ظُلُمَاتٌ يَوْمَ القِيَامَةِ . وَاتَّقُوا الشُّحَّ ؛ فَإِنَّ الشُّحَّ
أهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ . حَمَلَهُمْ عَلَى أنْ سَفَكُوا دِمَاءهُمْ ،
وَاسْتَحَلُّوا مَحَارِمَهُمْ )) رواه مسلم .
(3)- وعن أَبي هريرة - رضي الله
عنه - : أن رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم - ، قَالَ : (( لَتُؤَدُّنَّ
الحُقُوقَ إِلَى أهْلِهَا يَومَ القِيَامَةِ ، حَتَّى يُقَادَ للشَّاةِ
الجَلْحَاءِ((4)) مِنَ الشَّاةِ القَرْنَاءِ )) رواه مسلم
.
__________
(1) انظر الحديث ( 111
) .
(2) - أخرجه : مسلم 8/18 ( 2578 ) .
(3) - أخرجه : مسلم 8/18 ( 2582 )
.
(4) الجلحاء : التي لا قرن لها . النهاية 1/284 .
(1)- وعن ابن عمر رضي الله
عنهما ، قال : كُنَّا نَتَحَدَّثُ عَنْ حَجَّةِ الوَدَاعِ ، والنَّبيُّ - صلى الله
عليه وسلم - بَيْنَ أظْهُرِنَا ، وَلا نَدْرِي مَا حَجَّةُ الوَدَاعِ حَتَّى حَمِدَ
اللهَ رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم - وَأثْنَى عَلَيهِ ثُمَّ ذَكَرَ المَسْيحَ
الدَّجَّال فَأطْنَبَ في ذِكْرِهِ ، وَقَالَ : (( مَا بَعَثَ اللهُ مِنْ نَبيٍّ
إلاَّ أنْذَرَهُ أُمَّتَهُ أنْذَرَهُ نُوحٌ وَالنَّبِيُّونَ مِنْ بَعْدِهِ ،
وَإِنَّهُ إنْ يَخْرُجْ فِيكُمْ فَما خَفِيَ عَليْكُمْ مِنْ شَأنِه فَلَيْسَ
يَخْفَى عَليْكُم ، إنَّ رَبَّكُمْ لَيْسَ بأعْوَرَ وإنَّهُ أعْوَرُ عَيْنِ
اليُمْنَى ، كَأنَّ عَيْنَهُ عِنَبَةٌ طَافِيَةٌ . ألا إنَّ الله حَرَّمَ
عَلَيْكُمْ دِمَاءكُمْ وَأمْوَالَكُمْ كحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا ، في بلدكم هذا ،
في شَهْرِكُمْ هَذَا ، ألا هَلْ بَلّغْتُ ؟ )) قالُوا : نَعَمْ ، قَالَ : ((
اللَّهُمَّ اشْهَدْ )) ثلاثاً (( وَيْلَكُمْ - أَوْ وَيْحَكُمْ - ، انْظُروا : لا
تَرْجعُوا بَعْدِي كُفّاراً يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ )) رواه البخاري ،
وروى مسلم بعضه .
(2)- وعن عائشة رضي الله عنها : أن رَسُول الله - صلى الله
عليه وسلم - ، قَالَ : (( مَنْ ظَلَمَ قيدَ شِبْرٍ مِنَ الأرْضِ ، طُوِّقَهُ مِنْ
سبْعِ أرَضينَ )) مُتَّفَقٌ عَلَيهِ .
__________
(1) -
أخرجه : البخاري 5/223 ( 4402 ) ، ومسلم 1/58 ( 66 ) ( 119 ) و( 120 ) .
(2) -
أخرجه : البخاري 3/170 ( 2453 ) ، ومسلم 5/59 ( 1612 ) . قال المصنف في شرح صحيح
مسلم : (( فيه تحريم الظلم ، وتحريم الغصب وتغليظ عقوبته ))
.
(1)- وعن أَبي موسى - رضي
الله عنه - ، قَالَ : قَالَ رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم - : (( إنَّ الله
لَيُمْلِي لِلظَّالِمِ ، فَإِذَا أخَذَهُ لَمْ يُفْلِتْهُ )) ، ثُمَّ قَرَأَ : {
وكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ
أَلِيمٌ شَدِيدٌ } [ هود : 102] مُتَّفَقٌ عَلَيهِ .
(2)- وعن معاذ - رضي الله
عنه - ، قَالَ : بَعَثَنِي رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فَقَالَ : ((
إنَّكَ تَأتِي قَوْماً مِنْ أهلِ الكِتَابِ فَادْعُهُمْ إِلَى شَهَادَةِ أنْ لا
إلَهَ إلاَّ الله ، وَأنِّي رسولُ الله ، فَإنْ هُمْ أَطَاعُوا لِذلِكَ ،
فَأعْلِمْهُمْ أنَّ اللهَ قَدِ افْتَرضَ عَلَيْهِمْ خَمْسَ صَلَواتٍ في كُلِّ
يَوْمٍ وَلَيلَةٍ ، فَإِنْ هُمْ أطَاعُوا لِذَلِكَ ، فَأعْلِمْهُمْ أنَّ اللهَ قَدِ
افْتَرَضَ عَلَيْهِمْ صَدَقَةً تُؤخَذُ مِنْ أغْنِيَائِهِمْ فَتُرَدُّ عَلَى
فُقَرَائِهِمْ ، فَإنْ هُمْ أطَاعُوا لِذَلِكَ ، فَإِيَّاكَ وَكَرَائِمَ((3))
أمْوَالِهِمْ ، وَاتَّقِ دَعْوَةَ المَظْلُومِ ؛ فإِنَّهُ لَيْسَ بَيْنَها وَبَيْنَ
اللهِ حِجَابٌ((4)) )) مُتَّفَقٌ عَلَيهِ .
__________
(1) -
أخرجه : البخاري 6/93 ( 4686 ) ، ومسلم 8/19 ( 2583 ) .
(2) - أخرجه : البخاري
2/158 ( 1496 ) . عن ابن عباس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال لمعاذ :
...
وأخرجه : مسلم 1/37 ( 29 ) ( 19 ) .
(3) كرائم أموالهم : أي نفائسها التي
تتعلق بها نفس مالكها ويختصها لها . النهاية 4/167 .
(4) قال المصنف في شرح صحيح
مسلم 1/177 ( 29 ) : (( أي أنها مسموعة لا ترد )) .
(1)- وعن أبي حُمَيدٍ عبد
الرحمان بن سعد السَّاعِدِي - رضي الله عنه - ، قَالَ : اسْتَعْمَلَ النَّبيُّ -
صلى الله عليه وسلم - رَجُلاً مِنَ الأزْدِ((2)) يُقَالُ لَهُ : ابْنُ
اللُّتْبِيَّةِ عَلَى الصَّدَقَةِ ، فَلَمَّا قَدِمَ ، قَالَ : هَذَا لَكُمْ ،
وَهَذَا أُهْدِيَ إِلَيَّ ، فَقَامَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - عَلَى
المِنْبَرِ فَحَمِدَ الله وَأثْنَى عَلَيهِ ، ثُمَّ قَالَ : (( أمَّا بَعدُ ،
فَإِنِّي أسْتَعْمِلُ الرَّجُلَ منْكُمْ عَلَى العَمَلِ مِمَّا وَلاَّنِي اللهُ ،
فَيَأتِي فَيَقُولُ : هَذَا لَكُمْ وَهَذا هَدِيَّةٌ أُهْدِيتْ إلَيَّ ، أفَلا
جَلَسَ في بيت أبِيهِ أَوْ أُمِّهِ حَتَّى تَأتِيَهُ هَدِيَّتُهُ إنْ كَانَ
صَادِقاً ، واللهِ لا يَأخُذُ أحَدٌ مِنْكُمْ شَيئاً بِغَيرِ حَقِّهِ إلاَّ لَقِيَ
الله تَعَالَى ، يَحْمِلُهُ يَوْمَ القِيَامَةِ، فَلا أعْرِفَنَّ أحَداً مِنْكُمْ
لَقِيَ اللهَ يَحْمِلُ بَعيراً لَهُ رُغَاءٌ((3))، أَوْ بَقَرَةً لَهَا خُوَارٌ ،
أَوْ شَاةً تَيْعَرُ )) ثُمَّ رفع يديهِ حَتَّى رُؤِيَ بَيَاضُ إبْطَيْهِ ، فَقَالَ
: (( اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ )) ثلاثاً مُتَّفَقٌ عَلَيهِ
.
__________
(1) - أخرجه : البخاري
3/209 ( 2597 ) ، ومسلم 6/11 ( 1832 ) ( 26 ) .
(2) الأزد : تجمع قبائل وعمائر
كثيرة في اليمن . اللسان 1/130 ( أزد ) .
(3) الرغاء : صوت الإبل . والخوار :
صوت البقر . وتيعر : تصيح وصوتها اليعار . النهاية 2/87 و240 و297
.
(1)- وعن أَبي هريرة - رضي
الله عنه - ، عن النَّبيّ - صلى الله عليه وسلم - ، قَالَ : (( مَنْ كَانَتْ
عِنْدَهُ مَظْلمَةٌ لأَخِيه ، مِنْ عِرضِهِ أَوْ مِنْ شَيْءٍ ، فَلْيَتَحَلَّلْهُ
مِنْهُ اليَوْمَ قبْلَ أنْ لاَ يَكُونَ دِينَار وَلاَ دِرْهَمٌ ؛ إنْ كَانَ لَهُ
عَمَلٌ صَالِحٌ أُخِذَ مِنْهُ بِقَدْرِ مَظْلمَتِهِ ، وَإنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ
حَسَنَاتٌ أُخِذَ مِنْ سَيِّئَاتِ صَاحِبِهِ فَحُمِلَ عَلَيهِ )) رواه البخاري
.
(2)- وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما ، عن النَّبيّ - صلى الله
عليه وسلم - ، قَالَ : (( المُسْلِمُ منْ سَلِمَ المُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ
وَيَدِهِ ، وَالمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ مَا نَهَى اللهُ عَنْهُ )) مُتَّفَقٌ عَلَيهِ
.
(3)- وعنه - رضي الله عنه - ، قَالَ : كَانَ عَلَى ثَقَل النَّبيِّ - صلى الله
عليه وسلم - رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ كِرْكِرَةُ ، فَمَاتَ ، فَقَالَ رَسُول الله - صلى
الله عليه وسلم - : (( هُوَ في النَّارِ )) فَذَهَبُوا يَنْظُرُونَ إِلَيْه ،
فَوَجَدُوا عَبَاءةً قَدْ غَلَّهَا . رواه البخاري
.
__________
(1) - أخرجه : البخاري
3/170 ( 2449 ) .
(2) - أخرجه : البخاري 1/9 ( 10 ) ، وأخرجه : مسلم 1/47 ( 64 )
( 40 ) بالشطر الأول فقط .
(3) - أخرجه : البخاري 4/91 ( 3074 )
.
(1)- وعن أَبي بكْرة
نُفَيْع بن الحارث - رضي الله عنه - ، عن النَّبيّ - صلى الله عليه وسلم - ، قَالَ
: (( إنَّ الزَّمَانَ قَدِ اسْتَدَارَ كَهَيْئَته يَوْمَ خَلَقَ اللهُ
السَّمَاوَاتِ وَالأَرضَ : السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرَاً ، مِنْهَا أرْبَعَةٌ
حُرُمٌ : ثَلاثٌ مُتَوالِياتٌ : ذُو القَعْدَة ، وذُو الحِجَّةِ ، وَالمُحَرَّمُ ،
وَرَجَبُ مُضَرَ((2)) الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشعْبَانَ ، أيُّ شَهْر هَذَا ؟ ))
قُلْنَا : اللهُ وَرَسُولُهُ أعْلَمُ ، فَسَكَتَ حَتَّى ظَننَّا أنَّهُ
سَيُسَمِّيهِ بِغَيْرِ اسْمِهِ ، قَالَ : (( ألَيْسَ ذَا الحِجَّةِ ؟ )) قُلْنَا :
بَلَى . قَالَ : (( فَأيُّ بَلَد هَذَا ؟ )) قُلْنَا : اللهُ ورَسُولُهُ أعْلَمُ ،
فَسَكَتَ حَتَّى ظَنَنَّا أنَّهُ سَيُسَمِّيهِ بِغَيرِ اسْمِهِ . قَالَ : ((
ألَيْسَ البَلْدَةَ ؟ )) قُلْنَا : بَلَى . قَالَ : (( فَأيُّ يَوْم هَذَا ؟ ))
قُلْنَا : اللهُ ورَسُولُهُ أعْلَمُ ، فَسَكَتَ حَتَّى ظَنَنَّا أنَّهُ
سَيُسَمِّيهِ بغَيرِ اسْمِهِ . قَالَ : (( ألَيسَ يَوْمَ النَّحْرِ ؟ )) قُلْنَا :
بَلَى . قَالَ : (( فَإنَّ دِمَاءكُمْ وَأمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ عليكم
حَرَامٌ ، كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا في بَلَدِكُمْ هَذَا في شَهْرِكُمْ هَذَا ،
وَسَتَلْقُونَ رَبَّكُمْ فَيَسْألُكُمْ عَنْ أعْمَالِكُمْ ، ألا فَلا تَرْجعوا بعدي
كُفّاراً يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْض ، ألا لَيُبَلِّغ الشَّاهِدُ الغَائِبَ
، فَلَعَلَّ بَعْضَ مَنْ يَبْلُغُهُ أنْ يَكُونَ أوْعَى لَهُ مِنْ بَعْض مَنْ
سَمِعَهُ )) ، ثُمَّ قَالَ : (( إلاَّ هَلْ بَلَّغْتُ ، ألاَ
هَلْ
__________
(1) - أخرجه : البخاري
5/224 ( 4406 ) ، ومسلم 5/108 ( 1679 ) ( 29 ) .
(2) قال النووي في شرح صحيح
مسلم 6/151 ( 1679 ) : (( أضافه النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى مضر لأنهم كانوا
يعظمونه أكثر من غيرهم )) .
بَلَّغْتُ ؟ )) قُلْنَا :
نَعَمْ . قَالَ : (( اللَّهُمَّ اشْهَدْ )) مُتَّفَقٌ عَلَيهِ .
(1)- وعن أَبي
أمامة إياس بن ثعلبة الحارثي - رضي الله عنه - : أنَّ رَسُول الله - صلى الله عليه
وسلم - ، قَالَ : (( مَن اقْتَطَعَ حَقَّ امْرىء مُسْلِم بيَمينه ، فَقدْ أوْجَبَ
اللهُ لَهُ النَّارَ ، وَحَرَّمَ عَلَيهِ الجَنَّةَ )) فَقَالَ رَجُلٌ : وإنْ كَانَ
شَيْئاً يَسيراً يَا رَسُول الله ؟ فَقَالَ : (( وإنْ قَضيباً مِنْ أرَاك )) رواه
مسلم .
(2)- وعن عَدِيّ بن عَميْرَةَ - رضي الله عنه - ، قَالَ : سمعت رَسُول
الله - صلى الله عليه وسلم - ، يقول : (( مَنِ اسْتَعْمَلْنَاهُ مِنْكُمْ عَلَى
عَمَل ، فَكَتَمَنَا مِخْيَطاً فَمَا فَوْقَهُ ، كَانَ غُلُولاً يَأتِي به يَومَ
القِيَامَةِ )) فَقَامَ إليه رَجُلٌ أسْوَدُ مِنَ الأنْصَارِ ، كَأنِّي أنْظُرُ
إِلَيْهِ ، فَقَالَ :
يَا رَسُول الله ، اقْبَلْ عَنِّي عَمَلَكَ ، قَالَ : ((
وَمَا لَكَ ؟ )) قَالَ : سَمِعْتكَ تَقُولُ كَذَا وكَذَا، قَالَ : (( وَأَنَا
أقُولُه الآنَ : مَنِ اسْتَعْمَلْنَاهُ عَلَى عَمَلٍ فَلْيَجِيءْ بقَليله وَكَثيره
، فَمَا أُوتِيَ مِنْهُ أخَذَ ، وَمَا نُهِيَ عَنْهُ انْتَهَى )) رواه مسلم
.
__________
(1) - أخرجه : مسلم
1/85 ( 137 ) ( 218 ) .
(2) - أخرجه : مسلم 6/12 ( 1833 ) ( 30 )
.
(1)- وعن عمر بن الخطاب -
رضي الله عنه - ، قَالَ : لَمَّا كَانَ يَوْمُ خَيبَر أقْبَلَ نَفَرٌ مِنْ أصْحَابِ
النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - ، فقَالُوا : فُلاَنٌ شَهِيدٌ ، وفُلانٌ شَهِيدٌ
، حَتَّى مَرُّوا عَلَى رَجُلٍ ، فقالوا : فُلانٌ شَهِيدٌ . فَقَالَ النَّبيُّ -
صلى الله عليه وسلم - : (( كَلاَّ ، إنِّي رَأيْتُهُ في النَّار في بُرْدَةٍ
غَلَّهَا((2)) - أَوْ عَبَاءة - )) رواه مسلم .
(3)- وعن أَبي قتادة الحارث بن
ربعي - رضي الله عنه - ، عن رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم - : أَنَّهُ قَامَ
فيهم، فَذَكَرَ لَهُمْ أنَّ الجِهَادَ في سبيلِ الله، وَالإِيمَانَ بالله أفْضَلُ
الأعْمَالِ ، فَقَامَ رَجُلٌ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ الله ، أرَأيْتَ إنْ قُتِلْتُ
في سبيلِ الله ، تُكَفَّرُ عَنّي خَطَايَايَ ؟ فَقَالَ لَهُ رَسُول الله - صلى الله
عليه وسلم - : (( نَعَمْ، إنْ قُتِلْتَ في سبيلِ اللهِ، وَأنْتَ صَابرٌ مُحْتَسِبٌ،
مُقْبِلٌ غَيرُ مُدْبر )) ثُمَّ قَالَ رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم - : ((
كَيْفَ قُلْتَ ؟ )) قَالَ : أرَأيْتَ إنْ قُتِلْتُ في سبيلِ الله ، أتُكَفَّرُ
عَنّي خَطَايَايَ ؟ فَقَالَ لَهُ رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم - : (( نَعمْ ،
وَأنْتَ صَابرٌ مُحْتَسِبٌ ، مُقْبِلٌ غَيرُ مُدْبِرٍ ، إلاَّ الدَّيْنَ ؛ فإنَّ
جِبريلَ - عليه السلام - قَالَ لي ذلِكَ((4)))) رواه مسلم
.
__________
(1) - أخرجه : مسلم
1/75 ( 114 ) ( 182 ) .
(2) البردة : نوع من الثياب ، والغلول : السرقة من
الغنيمة . النهاية 1/116 و3/380 .
(3) - أخرجه : مسلم 6/37 ( 1885 ) ( 117 )
.
(4) قال المصنف في شرح صحيح مسلم 7/27 ( 1885 ) : (( المحتسب : هو المخلص لله
تعالى . وفي الحديث تنبيه على جميع حقوق الآدميين ، وأن الجهاد والشهادة وغيرهما من
أعمال البر لا يكفر حقوق الآدميين ، وإنما يكفر حقوق الله تعالى ))
.
(1)- وعن أبي هُريرةَ -
رضي الله عنه - : أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - ، قَالَ : (( أتدرونَ
مَنِ المُفْلِسُ ؟ )) قالوا : المفْلسُ فِينَا مَنْ لا دِرهَمَ لَهُ ولا مَتَاع ،
فَقَالَ : (( إنَّ المُفْلسَ مِنْ أُمَّتي مَنْ يأتي يَومَ القيامَةِ بصلاةٍ وصيامٍ
وزَكاةٍ ، ويأتي وقَدْ شَتَمَ هَذَا ، وقَذَفَ((2)) هَذَا ، وَأَكَلَ مالَ هَذَا ،
وسَفَكَ دَمَ هَذَا ، وَضَرَبَ هَذَا ، فيُعْطَى هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ ، وهَذَا
مِنْ حَسناتهِ ، فإنْ فَنِيَتْ حَسَناتُه قَبْل أنْ يُقضى مَا عَلَيهِ ، أُخِذَ منْ
خَطَاياهُم فَطُرِحَتْ عَلَيهِ ، ثُمَّ طُرِحَ في النَّارِ )) رواه مُسلم .
(3)-
وعن أم سلمة رضي الله عنها : أنَّ رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم - ، قَالَ : ((
إنَّمَا أنا بَشَرٌ ، وَإنَّكُمْ تَخْتَصِمُونَ إلَيَّ ، وَلَعَلَّ بَعْضَكُمْ أنْ
يَكُونَ ألْحَنَ بِحُجّتِهِ مِنْ بَعْضٍ ، فأَقْضِيَ لَهُ بِنَحْوِ مَا أسْمعُ ،
فَمَنْ قَضَيتُ لَهُ بِحَقِّ أخِيهِ فَإِنَّما أقطَعُ لَهُ قِطعةً مِنَ النَّارِ ))
مُتَّفَقٌ عَلَيهِ .
(( ألْحَن )) أي : أعلم .
(4)- وعن ابن عمر رضي الله
عنهما ، قَالَ : قَالَ رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم - :
(( لَنْ يَزَالَ
المُؤْمِنُ في فُسْحَةٍ ((5)) مِنْ دِينهِ مَا لَمْ يُصِبْ دَماً حَرَاماً )) رواه
البخاري .
__________
(1) - أخرجه : مسلم
8/18 ( 2581 ) ( 59 ) .
(2) القذف : رمي المرأة بالزنا أو ما كان في معناه .
النهاية 4/29 .
(3) - أخرجه : البخاري 9/86 ( 7169 ) ، ومسلم 5/128 ( 1713 ) ( 4
) .
(4) - أخرجه : البخاري 9/2 ( 6862 ) .
(5) فسحة : سعة . النهاية 3/445
.
(1)- وعن خولة
بنتِ عامر الأنصارية ، وهي امرأة حمزة - رضي الله عنه - وعنها ، قَالَتْ : سمعت
رَسُول الله - صلى الله عليه وسلم - ، يقول : (( إنَّ رِجَالاً يَتَخَوَّضُونَ((2))
في مَالِ الله بغَيرِ حَقٍّ ، فَلَهُمُ النَّارُ يَومَ القِيَامَةِ )) رواه البخاري